لا شكّ أنّ الدعاء هو مخّ العبادة وروحها، ومن المعلوم بالبداهة أنّ أيّ دعاءٍ متقوّمٌ بأن يكون العبد عارفًا بربّه، وعارفًا بعبوديته لله تعالى، وأنّه عبدٌ محضٌ له جلّ شأنه، فغاية العبادة هي التقرّب الى الله بمعرفته، والتذلّل والخشوع إليه عن يقينٍ وبصيرةٍ. جاءت هٰذه الكرّاسة لتسلّط الضوء على ما تكلّم به الإمام الحسين (ع) في دعاء عرفة، فقد تجلّت في مضامينه أرقى المعاني وأسمى الكلمات الّتي أعطت للتوحيد والمعرفة طعمًا قد لا نجده في غيره. وقد حوت الكرّاسة في صفحاتها أدب الدعاء وماهيّة المعرفة بالله، ثمّ إثبات الخالق وتوحيده في ذاته وصفاته وربوبيّته، وختمت البحث بكلمات الإمام الحسين (ع) في حبّ الله جلّ وعلا، ومن ثمّ خاتمةٌ ونتيجةٌ.