يعدّ كتاب (القول المفيد على كتاب التوحيد) للشيخ ابن العثيمين من الكتب المهمّة في الفكر السلفيّ؛ لأنّه شرحٌ لكتاب (التوحيد) الّذي كتبه مؤسّس الحركة الوهّابيّة محمّد بن عبد الوهّاب. ونظرًا لسعة انتشاره واعتماد أصحاب هٰذا الفكر في نشر منهجهم في ضوء ما يتضمّنه هٰذا الكتاب؛ فقد وفّق الله - تعالى - الكاتب للردّ على بعض الموضوعات المطروحة في مضانّ ما تناوله الشارح في هٰذا الكتاب. وبما أنّ الفكر السلفيّ يعتمد بالدرجة الأولى على المنهج الروائيّ والتفسيريّ مع الجمود على الظهور العرفيّ للآيات القرآنيّة وما يرونه صحيحًا في تأصيل معتقداتهم، والطعن في معتقدات المذاهب الأخرى، فقد حاولنا السير على المنهج نفسه بالاعتماد على المنهج الروائيّ، والاستدلال بالآيات القرآنيّة في إثبات خطإ منهجهم وعدم صحّة معتقدهم وطريقتهم وبيان الصحيح من القول فيه؛ ولهٰذا فقد قمنا بترتيب المناقشة بدءًا بذكر قول الشارح، ثمّ الجواب عليه من خلال الآيات القرآنيّة والأحاديث الّتي تدلّ على خلاف ما يتّبعونه، وبعده نلحقها بأقوال العلماء المختلفة الدالّة على الصواب من القول، وكذٰلك نقل الإجماع الّذي صرّح به العلماء في خصوص بعض المطالب. والشيء الّذي لا بدّ من الإشارة إليه هو أنّ جميع ما في هٰذا الكتاب من الردود والأحاديث والأقوال، إنّما أخذناها من كتب علماء مدرسة العامّة، ولم نذكر شيئًا ممّا هو في مدرسة علماء أهل البيت (ع)؛ لنلزم القوم بما ألزموا به أنفسهم.