تقدير الأرزاق بين التكفل والتوكل

تقدير الأرزاق بين التكفل والتوكل

أنّ اللّه تعالى يريد تذكير الإنسان بأنّه سبحانه هو الرازق، وقد تكفل سبحانه وتعالى  بإيصال رزقه إلى كل محتاج له سواء كان بوساطة الإنسان أو بوساطة أُخرى. وعلى الناس عدم ترك العمل بالفرائض الإلهية والانشغال بطلب السعي لاستجلاب الرزق. فضرب الله لنا مثلاً في مريم وكيف تكفلها زكريا بعد فقدها أباها عمران، إذ كانت تعتزل الناس في محراب لها في المسجد منشغلة بالعبادة، فكان زكريا كلما يتفقدها يجد عندها رزقاً، وذلك ما أشارت إليه الآية الشريفة: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. وعند تتبعنا لروايات أمير المؤمنين عليه السلام نجد فيها  أن الله سبحانه هو المسؤول عن ضمان كفالة الرزق لعباده, ولكن بالمقابل من ذلك أوجب على العباد العمل بفرائضه جل وعلا للسلامة والفوز برضاه سبحانه وتعالى.

مؤسسة علوم نهج البلاغة

0.9MB كتاب


لا يوجد اي اصدار