عند دراسة الحاكميّة في الفكر السياسي الإسلامي متمثلةً بزعيمٍ إسلامي، تشعر أنَّ هالةً من العقبات المصطنعة تحول من دون تناول هكذا قضية لاعتبارات معينة، وقد سيطرت الحاكميّة على مجريات حياة الفرد سواء ما تعلق منها بالعبادات أو بضرورات الحياة الاجتماعية الأُخر في تلك الحقب الزمانية، فالحكم ضروري في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية فإذا شاع العدل فيه شاعت روح المحبة والتعاون بين الناس، وبالنتيجة يصل المجتمع إلى مراحل متقدمة في بناء الانسان واحترام حقوقه. إنّ الفكرة الرئيسة التي يدور عليها محور الدراسة هي فكرة مناقشة أطروحات (الحاكميّة) في ما تعنيه السلطة – ملفوظاً وممارسةً - للحاكم والمحكوم، والدراسة ضمن هذا الإطار لا تقصد (بالحاكميّة) ما اصطلح على تسميته بـ(الأصولية الإسلامية) في مختلف جوانبها، إذ نحن نغادر حصره مفهوماً ضيقاً في ممارسات محددة، والبحث إنّما يسعى إلى فهم من سعى قبله في عد مفهوم (الحاكميّة) نتاجاً فكريّاً بشريّاً، ما يعني النظر إلى هذا المفهوم من كل الزوايا المحيطة به التاريخية والاجتماعية والدينية.. الخ. واعتمد الباحث في متن الدراسة على مصادر قديمة ومراجع حديثة تخص مادة البحث وقد اقتضت الدراسة بعد جمع المادة أنْ تكون على ثلاثة فصول يتصدرها تمهيد وتتبعها خاتمة تحمل أبرز نتائج البحث. أمّا التمهيد فكان مدخل الرسالة ومفتاحاً لموضوعها فجاء في توضيح المفاهيم الرئيسة (الحاكميّة مقاربة مفهومية، النقد الثقافي النظرية والفاعلية) من ضمن دراسة سعى فيها الباحث إلى أنْ تشكِّل عتبة لتلك المصطلحات والمفاهيم ذات المساس بدرسنا.
8.5MB كتاب