هذه الرسالة ليست الأولى التي تتمحور حول نهج البلاغة، حيث هناك العشرات من الرسائل والاطاريح التي اختصّت بهذا الكتاب العظيم, لكنها يمكن أن يقال إنّها الأولى في تناول موضوع الغيبيات التي أخبر بها أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الكتاب، أما المنهج البحثي الذي اتبعته فقد كان قائماً على استعراض دقيق للأخبار الغيبية التي صرح بها الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة وإلقاء الضوء على هذه الأخبار والروايات من مختلف الجوانب, ومحاولة التقرب منها عن طريق المصادر التاريخية التي ذكرت تلك الأحداث وأيضاً التعرف على الآراء المتعددة لشراح نهج البلاغة، سواء من المصادر الاصيلة أم المراجع الحديثة، من غير الاختصار على رأي محدد. إذ ان البحث انتظم في ثلاثة فصول، حيث حمل الفصل الأول عنوان (الغيب في القرآن الكريم والأنبياء الذين اطلعهم الله على الغيب)، ويشمل على ثلاثة مباحث، الأول: يتناول الغيب في القرآن الكريم، وتمت الاشارة فيه الى أنواع الغيب وأقسامه واستعراض بعض الآيات القرآنية التي حملت أخباراً غيبية، أما المبحث الثاني: فقد تمحور حول أنبياء الله والصالحين الذين اطلعهم الله على بعض الغيبيات, لتكون أدلة وبراهين على صدقهم وصدق ما جاؤوا به، بينما كرس المبحث الثالث للغيبيات التي أخبر بها رسولنا الصادق الأمين محمد؛ إذ كرس لها مبحث منفرد عن باقي الأنبياء؛ لكثرة تلك الروايات والإخبار الغيبية التي ينقلها الرواة والمؤرخون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . أما الفصل الثاني فكان عنوانه (الأخبار الغيبية عن الخوارج والدولة الاموية)، وقد قسم على مبحثين، الأول: تناول الأخبار الغيبية التي تكلم بها الإمام علي (عليه السلام) على الخوارج ومصيرهم المظلم، بينما خصص الثاني: للأخبار الغيبية عن الدولة الأموية وسيطرتها على الخلافة الإسلامية من بعده, كذلك مصير بعض رجالات هذه الدولة ونهايتها المأساوية فيما بعد. وختام الفصول كان الفصل الثالث: الذي أطره عنواناً هو(الأخبار الغيبية عن العراق وفتن آخر الزمان وظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وقد أماط هذا الفصل اللثام عن مبحثين، الأول: سلط الضوء على الأخبار الغيبية التي أخبر بها أمير المؤمنين (عليه السلام) عن العراق متمثلاً بأخبار البصرة والكوفة، اما المبحث الآخر : فقد تناول فتن آخر الزمان وظهور الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، إذ استعراضت الغيبيات التي صرّح بها أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الفتن الكبيرة التي تصيب الناس اخر الزمان، وقد اتفقت الأخبار المتواترة على أنّ آخر الزمان الذي تكلم الإمام (عليه السلام) عليها هو الذي يسبق ويهيئ لظهور الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) وقد كرس القسم الثاني من هذا المبحث لتناول الأخبار الغيبية عن ظهوره الشريف واستعراض ما أخبر به الإمام علي (عليه السلام) من أخبار. وفي ختام البحث جاءت نتائج البحث لتبيّن أهم ما توصل إليه الباحث في هذه الرسالة.
3.1MB كتاب