أصبحت فكرة حقوق الإنسان، والدعوة إليها، من الأمور الجوهرية في المجتمعات المعاصرة. وارتبط قيام مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها في العصر الحديث، سواء في المجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام أو غيرها، بالغرب، الذي أصبح مرجعاً للحقوق الإنسانية، حيث أسهم الإستعمار الغربي على المستوى العالمي في تأطير النظرية الغربية للمفاهيم المكوِّنة للحقوق الأساسية للإنسان، وسعى في كثيرٍ من الدول إلى فرض قيمهِ ومنظورهِ على الحياة، عن طريق القهر الإستعماري، والسيطرة الإستبدادية المادية في كافة مجالات الحياة. أمَّا في الفكر والشريعة الإسلامية، فإنَّ من ينظر في حقوق الإنسان في الإسلام يجد أنَّها حقوق شرعية أبدية لا تتغير ولا تتبدل مهما طال الزمن، لا يدخلها نسخٌ ولا تعطيل، ولا تحريفٌ ولا تبديل، لها حصانةٌ ذاتية؛ لأنَّها من لَدُنِ حكيمٍ عليم، فالله (جل وعلا) أعلمُ بخلقهِ، وهو (عزّ وجل) أعلم بمصالح العباد من أنفسهم، فهي أحكام إلهية تكليفية، أنزل الله (جل وعلا) بها كتبهِ، وأرسل بها رُسُلهِ. اذ تناول البحث حقوق الإنسان في الفكر الغربي وما جاء في هذه الحقوق من أفكار ومقترحات، وأجرى الباحث مقارنة مع الفكر الغربي وحقوق الإنسان في الفكر والشريعة الإسلامية متمثلةً بالعهد الشريف الذي عهد به رائد الفكر الإنساني ومؤسسة حقوق الإنسان الإمام أمير المؤنين (عليه السلام) إلى مالك الأشتر (رضوان الله عليه).
1.2MB كتاب