المكونات الإعلامية وأثرها في أبعاد الخطاب

المكونات الإعلامية وأثرها في أبعاد الخطاب

تعني الإعلامية: مدى التوقعِ الذي تحظى به أحداث الخطاب في مقابل عدم التوقع، أو المعلوم في مقابل المجهول، ومن المظاهر التي تسهم في ارتفاع مستوى الكفاءة الإعلامية في الخطاب لدى العلماء العرب القدامى هو اتساع المعنى، إذ يعرفه (ابن رشيق، ت 463 هـ)، بقوله: ((أن يقول الشاعر بيتا يتسع فيه التأويل فيأتي كلّ واحد بمعنى؛ وإنّما يقع ذلك لاحتمال اللفظ وقوته واتساع المعنى))، وسبب ارتفاع مستوى الكفاءة الإعلامية لهذه النصّوص التي يتسع فيها المعنى هو كثرة الاحتمالات للمعنى واللفظ. وللإعلامية مظهر آخر ذكره (الجرجاني، ت 471 هـ) في فصل(معنى المعنى)، إذ  يقول:((وإذ قد عرفت هذه الجملة، فهاهنا عبارة مختصرة وهي أن تقول: (المعنى) ، و(معنى المعنى) تعني بالمعنى المفهوم من ظاهرة اللفظ والذي تصل إليه بغير واسطة و(بمعنى المعنى)، أن تعقل من اللفظ معنى، ثمّ يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر))، ويفهم من هذا القول إن للنصّ بنية ظاهرة والبحث فيه يخلق معنى آخر جديد بالاعتماد على قرائن وأساليب، ولذلك يرى: عز الدين إسماعيل ((إنَّ معنى المعنى هو تعقد شبكة من العلاقات المتبادلة بين عدد من العناصر اللغويّة وغير اللغويّة، وإن تحقّقه - من ثمّ - فضلاً عن إدراكه  يقتضي تآزر الأدوار التي تؤديها هذه العناصر من أجل أن تلتقي جميعا في ذلك الموقع المركزي منها)). والبحث الموسوم بـ(المكونات الإعلامية وأثرها في أبعاد الخطاب دراسة لسانية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضوان الله عليه) تطرق فيه الباحثان إلى الجوانب الإعلامية التي تضمنها العهد الشريف التركيبية منها والصورية، التي تمثلت في الطابع الفني الذي امتاز بها هذا العهد.

مؤسسة علوم نهج البلاغة

0.9MB كتاب


لا يوجد اي اصدار