فإن لمنزلة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشريعة رتبةً لا يضاهيها رتبة سوى القرآن وهو ما دلت عليه الآيات المباركة في مواضع عدّة كقوله تعالى:
إرساء1- قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ([1]).
إرساء2- وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا([2]).
إرساء3- وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا([3]).
وغيرها من الآيات التي تُلزم المسلم بالامتثال لحديثه صلى الله عليه وآله وسلم والانشغال به رواية وتدويناً، تحفيظاً وتدريساً ولقد شغل حديثه صلى الله عليه وآله وسلم في المناقبية خصوصية خاصة في الفكر الإسلامي لا سيما حديثه في مناقب أهل بيته عليهم السلام، الذي شغل منه علي بن أبي طالب عليه السلام الحيز الأكبر إن لم تكن هذه المساحة في المناقبية بإزاء جميع الصاحبة عموماً. ولعل الرجوع إلى قول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة: (وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها، كل من بزغ منها بعده فمنه أخذ وله اقتضى وعلى مثاله احتذى)([4]). وعليه: كيف لا يندفع مصنف هذا السفر القيّم إلى اختيار أربعين حديثاً يرويها أربعون راوياً ليقدّم بذاك صورة جديدة من الطرح في إيراد سنام الفضائل المحمدية وعنوان وجوده وسراج سنّته صلى الله عليه وآله وسلم. وكيف لا تندفع المؤسسة إلى تحقيقه بيدي أحد كوادرها فضيلة السيد المحقق علي الحسني وطباعته ونشره كي تكتحل به عيون الموالين وتسر به قلوبهم، فضلاً عن إحياء تراث علماء الطائفة الإمامية وجهودهم الكبيرة في إحياء أمر آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورفدها للمكتبة الإسلامية بعنوان جديد.
الهوامش: ([1]) سورة النور: الآية 54. ([2]) سورة الأحزاب: الآية 36. ([3]) سورة الحشر: الآية 7. ([4]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج1، ص17.
23.0MB كتاب