أهل البيت مكانتهم وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة

أهل البيت مكانتهم وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة

يُعد كتاب نهج البلاغة، المتضمن خطب ومراسلات وحكم ومواعظ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي جمعه الشريف الرضي أبو الحسن محمد ابن الطاهر الموسوي نقيب الطالبيين المولود في بغداد سنة (359هـ/969 م) والمتوفى فيها سنة (406هـ/1015م) أحد المصادر التي تناولت ذكر تفاصيل عن حياة الرسول الكريم وأهل بيته الذين جاء ذكرهم في آية التطهير في قوله تعالى:

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾[1].

وقد جاء ذكر أهل البيت في مواضع كثيرة من كتاب نهج البلاغة ولأغراض مختلفة وهو في الأغلب يركز بشتى الأساليب على أفضليتهم المطلقة وأولويتهم بالكتاب والسنة وتطبيقها، وأحقيتهم بالإتباع والطاعة، وأردنا أن نبين مكانة أهل البيت في أقوال الإمام علي وخطبه ورسائله في كتاب نهج البلاغة، وبناء على ذلك وقع اختيارنا لكتابة دراسة أكاديمية بهذا الخصوص حملت عنوان:

«أهل البيت مكانتهم وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة».

وتأتي أهمية هذه الدراسة التي لخَّصَت مكانة أهل البيت وفضلهم وموقف الأمة منهم في كتاب نهج البلاغة، إذ إن أحرف هذا الكتاب التي سُطرت قد نبعت عن أخي رسول الله ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الذي بين الله تعالى مكانته في عدة آيات من القرآن الكريم، كما أورد رسول الله العديد من الأحاديث الشريفة التي أشادت بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومكانته بين المسلمين، وما حديثه إلا وحي سماوي بنص القرآن الكريم، إذ قال تعالى:

﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[2].

ولا يُعد كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي، الكتاب الأول الذي ذكرت فيه خطب أمير المؤمنين ومواعظ، إذ أورد خليفة بن خياط (ت240هـ/854م) في كتابه (تاريخ خليفة) وابن قتيبة الدينوري (ت276هـ/889م)، في كتابه (الاخبار الطوال) واليعقوبي (ت292هـ/904م)، في كــتابــــه (تاريخ اليـعقوبي) والطـبري (ت310هـ/922م)، فــي كــتابـــه (تاريخ الرسل والملوك) والمسعودي (ت346هـ/957م)، في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر)، خطباً لأمير المؤمنين، إلا أن ما ميّز كتاب نهج البلاغة إنه قد انفرد عن ما سبقه من المصادر التي أشارت إلى بعض من كلام أمير المؤمنين بأنه كُرس لأن يكون سِفْرا حول بلاغة الإمام علي في مجالات عدة ولايتعدى إلى غيره، وقد أشاد ابن أبي الحديد (ت656هـ/1258م)، الذي تصدى لشرح كتاب نهج البلاغة ببراعة تلك الكلمات الخالدة من خطب أمير المؤمنين بقوله: «إن كلام أمير المؤمنين دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة»[3].

الهوامش:

[1] سورة الأحزاب، آية 33.

[2] سورة النجم، آية 3-4.

[3] عز الدين بن عبد الحميد، (ت656هـ/1258م)، شرح نهج البلاغة، كلام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (ط2، بيروت، 2012م)، 1/17.

مؤسسة علوم نهج البلاغة

3.3MB كتاب


لا يوجد اي اصدار