عقب تعرض العراق لغزو بربري همجي في حزيران ٢٠١٤م، تمثل باجتياح عصابات داعش الإرهابي لرقعة جغرافية واسعة من البلاد وسيطرته عليها، أصبحت تلك المناطق خاضعة لسلطة الإجرام والإرهاب والتعسف والحقد تجاه الآخر، فكان من نتاج تلك العصابات اللقيطة أن مارست عمليات من إزالة وهدم وتدمير لكل مجالات الحياة العامة المادية وغير المادية في المناطق التي سيطر عليها، ومنها مواقع التراث الحضاري، فبدأ بتنفيذ سياسته بدعاوي لا تمتُّ للإنسانية بصلة، بل كانت تصدر عن فكر دموي فاسد ومشوَّه.
كانت الأعمال الوحشية لعصابات داعش الإجرامية تجاه الأماكن المقدسة في العراق بطابعها التدميري هي واحدة من الممارسات الإرهابية التي انتهجتها تجاه التراث الحضاري في العراق مستخدمين شتَّى الأساليب لطمس معالم ذلك التراث الثر والغني بروحانيات الدين الإسلامي الحنيف، وقد استهدفت تلك السياسة الممنهجة كافة المواقع التي ترتبط بالجانب الروحي والعقدي للإسلام المتمثلة بالمراقد والمقامات والمزارات الشريفة للأولياء والصالحين وأعلام آل البيت لل بحج واهية لا تمت لتعاليم الدين الإسلامي بأية صلة.
2.6MB كتاب